كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



قلت:وقد قال في قصيدته النونية التي أولها:
نزل المشيب بلمتي فأراني ... نقصان دهر طالما أرهاني (1)
أنا حنبلي ما حييت وإن أمت ... فوصيتي ذاكم إلى الإخوان (2)
إذ دينه ديني وديني دينه ... ما كنت إمعة له دينان (3)
قال ابن طاهر:وسمعت أبا إسماعيل يقول:قصدت أبا الحسن الخرقاني الصوفي ثم عزمت على الرجوع فوقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالري وألتقيه- وكان مقدم أهل السنة بالري وذلك أن السلطان محمود بن سبكتكين لما دخل الري وقتل بها الباطنية منع الكل من الوعظ غير أبي حاتم وكان من دخل الري يعرض عليه اعتقاده فإن رضيه أذن له في الكلام على الناس وإلا فمنعه- قال:فلما قربت من الري؛كان معي رجل في الطريق من أهلها فسألني عن مذهبي فقلت:حنبلي فقال:مذهب ما سمعت به!وهذه بدعة.
وأخذ بثوبي وقال:لا أفارقك إلى الشيخ أبي حاتم.
فقلت:خيرة (4) فذهب بي إلى داره وكان له ذلك
__________
= وأما القاضي عياض فيقول في الامام مالك بن أنس كما في ترجمته في الجزء الثامن رقم (10):
ومالك المرتضى لا شك أفضلهم * إمام دار الهدى والوحي والسنن
وأما أبو حنيفة فقد قال بعضهم في مذهبه:
فلعنة ربنا أعداد رمل * على من رد قول أبي حنيفة
فانظر ما يقوله كل تابع لامام من الأئمة في حق إمامه!! والحق الذي يجب أن يكون عليه المسلم أن يوالي الجميع ويشيد بفضلهم ولا يعتقد العصمة فيهم ولا يتخذ من تقليده لواحد منهم وسيلة للتعصب أو الإفراط في الحب الذي ينحرف به عن الصواب.
(1) قال في " اللسان ": أرهى على نفسه: رفق بها وسكنها والامر منه: أره على نفسك أي أرفق بها.
(2) في " طبقات الحنابلة ": إلى إخواني.
(3) البيتان الاخيران من هذه الثلاثة في " طبقات الحنابلة " 2 / 248.
(4) تصحفت في " تذكرة الحفاظ " 3 / 1187 إلى " حيرة " بالحاء المهملة.